في المغرب، هناك نوعان من سيارات الأجرة: سيارات أجرة صغيرة تجول داخل المراكز الحضرية, و سيارات أجرة كبيرة تعمل داخل المدن و خارجها. و تعتبر سيارات الأجرة الكبيرة هي وسيلة النقل الأشهر بالبلد، خاصة أنها تقل المغاربة وترافقهم داخل المجال الحضري وخارجه، و الأغلبية الساحقة من أسطولها مكون من "الميرسيديس 240"، صاحبة البنية القوية والعمر الطويل، أضحت بالنسبة للكثيرين، الركاب منهم والمهنيين، رفيقة الدرب التي لا غنى عنها، أكان باعتبارها وسيلة النقل الأساسية، أو مصدر الرزق الوحيد.
هذه السيارة استطاعت أن تتأقلم مع طرق المغرب المختلفة، فتجدها مكافحة ومستمرة في التنقل من مكان إلى آخر، رغم مرور السنوات وصعوبة الطرقات.
التنقل داخل هذه الطاكسيات فريد من نوعه حيث يضطر ستة ركاب بالاضافة إلى السائق على التزاحم داخل السيارة المعدة أصلا لأربعة ركاب + السائق. و يزداد الوضع صعوبة عندما يكون بعض الركاب من الناس البدينين. هذا التزاحم يجعل من السفر بهذه الوسيلة قطعا من العذاب.
و في محاولة للمحافظة على البيئة ولو بقدر بسيط، أطلقت الحكومة مبادرة جديدة تھدف لسحب جميع سيارات الأجرة الكلاسيكية من شوارع المملكة، والتي يبلغ عددھا 55 ألف سيارة تقريبا، وذلك بعد أن قارب عمر سيارات أسطول النقل المكونة جلها من نوع "الميرسيديس 240" على أكثر من 30 عام، ويصدر عنھا الكثير من العوادم الملوثة للبيئة.
تلقت هذه المبادرة ردات فعل متباينة بين مؤيد و معارض. وبينهما يقف المواطن منتظرا حلا يسهل عليه التنقل في ظروف مريحة