الأحد، 9 أغسطس 2015

طائرة Kalinine K-7 أضخم طائرة مقنبلة


تم تصميم كالينين Kalinin K-7 من قبل الجيش الروسي في أوائل عام 1930,  لتكون طائرة  قاذفة  قنابل ثقيلة, و يمكن أن تستخدم أيضا لنقل المدنيين. 

طائرة Kalinine K-7 أضخم طائرة مقنبلة

يبلغ طول جناحي الطائرة أكثر من 52 متر, قامت الطائرة بسبع رحلات تجريبية قطعت في مجملها مسافة 13000 قدم بسرعة قصوي بلغت Klm/h 225 كيلومتر في الساعة.
في سنة 1933 تعرضت الطائرة الى حادث مأساوي ذهب ضحيته كل عناصر الطاقم المكون من 15 رجلا. لتتخلى الدولة السوفياتية عن تطوير المشروع.
طائرة Kalinine K-7 أضخم طائرة مقنبلة

Walkcar: وسيلة التنقل الجديدة في اليابان

ابتكر مهندس ياباني يدعى "كونياكو سايتو" سيارة من الخيال العلمي يمكن تسميتها "سيارة لوحية"  WalkCar أي سيارة قريبة من شكل لوحة تزلج.
السيارة اللوحية خفيفة الوزن, و تتمتع بشكل أنيق و مدمج حيث يمكن وضعها في كيس صغير.
بالرغم من صغر حجم هذا اللوح فهو قادر على تحمل شخص يزن 120 كيلوغرام, تبلغ سرعة السيارة 10 كيلومتر في الساعة, و يمكنها قطع مسافة 12 كيلومتر بعدما تكون مشحونة.

قطط تخرج عن القاعدة و تعشق اللعب بالماء

تشاهد في هذا الشريط لقطات مضحكة لمجموعة من القطط تستمتع بالماء, في مشاهد استتنائية




السبت، 8 أغسطس 2015

قصبات الجنوب المغربي: الواقع و الآمال



يزخر الجنوب المغربي بمجموعة من القصبات، من قبيل قلعة أيت بن حدو، و قصبة ايت واحي و قصبة تلوات، و غيرها من القصبات التي تتميز بنسق معماري فريد. 
قصبات الجنوب المغربي


تعد القصبات جواهر رفيعة تزين مجال الواحات في الجنوب الشرقي للمغرب خاصة بمناطق درعة وتافيلالت وأحواض دادس ومكونة وتدغة. إرث حضاري صنف بعضه كثراث إنساني كما هو الشأن بالنسبة لقصبة أيت بنحدو في الشمال الشرقي لورزازات, غير أن واقع باقي القصبات التي يتجاوز عددها ألفا جد مزري ويتجه نحو التلاشي والخراب لتنمحي معه ذاكرة معمارية حضارية نظرا لعدة عوامل مجتمعة مرتبطة أساسا بالواقع الإقتصادي والإجتماعي المترتب عن التهميش التام الذي عانته هذه الجهة طيلة عقود من الزمن حيث يتم التعامل مع البلاد والعباد بمنطق فلكلوري ليس إلا.. إضافة إلى العوامل الطبيعية كتوالي سنوات الجفاف والتصحر الذي زحف على الواحات وأرغم الساكنة للهجرة وترك قصورهم وقصباتهم تواجه قدرها المحتوم إضافة إلى زحف الإسمنت والتخلي على النمط المعماري المحلي مما تسبب في مسخ الخصوصية والجمالية التي ميزت معمار الجنوب الشرقي ناهيك عن غياب الاهتمام من طرف الحكومات المتعاقبة والتي لا تعرف المنطقة إلا في المواسم السياحية أو مهرجانات التهريج.


المجال الواحي الذي يضم هذه الواحات مهدد بالخطر اليوم, وهو ما يحتم علينا أن نحافظ على استمرارية هذا النموذج وهذا الموروث الثقافي والإيكولوجي العالمي وأن كل الواحات في خطر وإذا ما استمرت الوضعية في نفس المنحى الحالي فإنها ستؤول لامحالة إلى الزوال.. ولم يعد بالإمكان التستر وراء مبرر الظروف الطبيعية لتفسير أزمة الواحات، فالأزمة نتاج لتفاعل عدة عوامل أهمها يرتبط بالعنصر البشري.
قصبات الجنوب المغربي


إن إعادة تأهيل الواحات يتطلب عملا شموليا يأخذ بعين الاعتبار في آن واحد مجموع المشاكل المترابطة والتحديات المطروحة وهو في العمق مسألة ثقافية بالأساس تستدعي إعادة الاعتبار للعلاقات التقليدية بين الإنسان ومجاله المعاش وكذا تطوير هذه العلاقات لتستفيد من التقدم التقني والعلمي الذي يجب توظيفه بذكاء لإنعاش هذه المجالات اقتصاديا دون الضغط المفرط على مواردها ومميزاتها الحضارية.

من هو المنفلوطي؟


شاعر وأديب مصري، يوصف شعره بالرصانة، نبغ في الإنشاء والأدب والترجمة, اقتبس عددا من روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، وصاغه صياغة عربية في غاية الروعة، رغم عدم إجادته الفرنسية.

من هو المنفلوطي؟
المنفلوطي

المولد والنشأة

ولد مصطفى لطفي بن محمد لطفي المنفلوطي عام 1293هـ/ 1876م في مدينة منفلوط (محافظة أسيوط) بصعيد مصر، من أب مصري وأم تركية، وينتسب والده إلى أسرة مشهورة بالتقوى والعلم، فيها نبغ عدة قضاة شرعيون وعلماء وأدباء.

التحق بكُتاب القرية وحفظ القرآن الكريم كله وهو في التاسعة من عمره، ثم أرسله والده للدراسة في الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلدته.

الدراسة والتكوين

درس المنفلوطي في الأزهر العلوم العربية والشرعية والتاريخية مدة عشر سنوات، وأثناء دراسته بدأت تتضح نزعته الأدبية فأقبل على كتب التراث يتزود منها مع تلقيه دروسه التقليدية.

تعرف -وهو شاب- على الإمام محمد عبده الذي كان ذائع الصيت نهاية القرن التاسع عشر في فهم الإسلام برؤية واعية، وبدأ يحضر حلقته بانتظام في الجامع الأزهر، واستمع إلى دروسه العميقة في الدين والأدب والسياسة والفكر.

وبعد وفاة محمد عبده (1905)، عاد المنفلوطي إلى بلدته وهو في أوائل الثلاثينيات من عمره، وبقي فيها عامين زاد فيهما حصيلته الأدبية وبدأ الكتابة والتأليف.

التجربة الأدبية

حرص المنفلوطي -وهو في مرحلة الدراسة الأزهرية- على الاهتمام أكثر بحفظ ودراسة دواوين الشعراء الكبار من أمثال: أبي تمام، والبحتري، والشريف الرضي، والمتنبي، إضافة إلى أدباء النثر من أمثال: ابن المقفع، والجاحظ، وابن عبد ربه، والأصفهاني، وابن خلدون، وغيرهم، وهو ما منحه أسلوبا خاصا متميزا، وذوقا فنيا رفيعا.

بدأت كتاباته تجد طريقها إلى النشر في مجلات تصدر في بعض الأقاليم، منها: "الفلاح" و"الهلال" و"الجامعة" و"العمدة".

وقد واظب بدءا من 1907 على الكتابة في صحيفة "المؤيد" الشهيرة تحت عنوان: "نظرات"، وهي المقالات التي جُمعت بعد ذلك في ثلاثة مجلدات بعنوان: "النظرات"، تناقش الأدب الاجتماعي والنقد والسياسة والإسلاميات، إضافة إلى مجموعة من القصص القصيرة.

والكتاب الثاني الشهير للمنفلوطي هو "العبرات" (وهو يتضمن تسع قصص، ثلاث منها ألفها هو وخمس عربها، وواحدة اقتبسها)، وقد طبع عام 1916.

المؤلفات

بالإضافة إلى كتابيه السابقين ("النظرات" و"العبرات")، ترجم المنفلوطي عن الفرنسية رواية "في سبيل التاج"، وهي عبارة عن مأساة شعرية تمثيلية كتبها فرانسوا كوبيه، وهو أحد أدباء القرن التاسع عشر في فرنسا، كما ترجم عنها رواية "بول وفرجيني" تحت عنوان "الفضيلة".

ومن ترجماته أيضا رواية "سيرانو دي برجراك" للكاتب الفرنسي أدموند روستان التي نشرها بعنوان "الشاعر"، ورواية "تحت ظلال الزيزفون" للأديب الفرنسي ألفونس كار ونشرها المنفلوطي بعنوان "مجدولين"، كما نشر ترجمة لرواية "غادة الكاميليا" للأديب الفرنسي ألكسندر دوماس.

ومن إصداراته "محاضرات المنفلوطي"، وهي مختارات من الشعر والأدب العربي القديم والحديث اختارها المنفلوطي وجمعها وطبعها لطلاب المدارس في تلك الفترة، وله كتاب آخر بعنوان "التراحم" يتحدث فيه عن صفة الرحمة وكيف أنها أبرز صفات الله سبحانه وتعالى.

وللأديب الكبير ديوان شعر يضم نحو 30 قصيدة من الشعر الفصيح، تغلب عليها نزعة التشاؤم والحزن التي رافقته طوال حياته.

الوفاة

أصيب مصطفى لطفي المنفلوطي بشلل بسيط قبل وفاته بنحو شهرين وثقل لسانه عدة أيام، لكنه أخفى مرضه عن أصدقائه ولم يذهب إلى الطبيب، وسرعان ما أصيب بتسمم بولي فقضى نحبه في صبيحة يوم عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1342هـ الموافق 12 يوليو/تموز 1924م.

المصدر: الجزيرة

اطلالة رائعة لمسجد بني على قمة جبل





ريزة: محي الدين صندقجي- صالح يلديريم

على ارتفاع أكثر من ألف متر، يطل مسجد القبلة في ولاية ريزة، شمال شرقي تركيا على منظر في غاية الروعة تحفه الجبال المغطاة بالنباتات والأشجار، .

ويُعرف الجبل بالاسم المذكور لأنه قائم باتجاه القبلة، فضلًا عن إمكانية رؤيته من الكثير من أقضية الولاية.

أعيد بناء المسجد، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن التاسع عشر، في إطار مشروع استغرق إنجازه عامًا ونصف العام.

وأعيد تأهيل الطريق الواصل إلى المسجد على قمة الجبل، في إطار المشروع، كما أُنشئت مسالك للتنزه على الأقدام، واستراحات، وحدائق يمكن للزوار تناول الشاي فيها.

وقال قائمقام غوني صو، سليم بايداش، لمراسل الأناضول، إن المسجد بُني من الخشب في القرن التاسع عشر، إلا أنه تعرض عام 1960 لحريق، فأُعيد بناؤه من الحجر هذه المرة.

وأفاد بايداش أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أجرى زيارة تفقدية للمنطقة عام 2010، عندما كان رئيسًا للوزراء، وطلب ترميم المسجد لأنه لم يكن يلبي الحاجة المرجوة منه في وضعه السابق.
الجمعة، 7 أغسطس 2015
الخميس، 6 أغسطس 2015

كن كالماء



كن كـالمــــــــــاء واسع الصدر و الافق, الا ترى أنه لا يميز حين يتساقط  بين قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء.



كن كالماء ليناً يسكب في أوعية مختلفة الاشكال والاحجام والالوان فيغير شكله لكن دون ان يبدل تركيبه.



كن كالماء نقياً ألا ترى ان البحر طاهر مطهر لا يكدره شيء, ولو رميت حجراً سيتكدر سطحه  و سرعان ما يعود الى ماكان عليه.



كن حكيماً كالماء, ألاترى انه اذا اشتد الحر تبخر و انطلق نحو السماء وحين يبرد الجو يتكاثف ويعود الى الأرض في قطرات المطر.



كن صبوراً كالماء ألا ترى كيف تندفع الامواج نحو الصخور تارة تلو الاخرى وقرناً بعد قرن حتى تترك اثارهاعلى الصخور الصماء.



كن ودوداً كالماء ألا ترى كم هو لطيف الندى الذي يظهر في الصباح يداعب اوراق الشجر و يجري بين نسيم الصباح بخفة.



كن متواضعاً كالماء ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب ويختبئ في أعماق الأرض.

الشاي المغربي.. أسلوب حياة


علاقة المغاربة بالشاي، أو ما يعرف باسم "أتاي"، علاقة شبه مقدسة، ويعد الشاي  جزء لا يتجزأ من حياة المغاربة. حيث يصنف المغرب ثانيا في قائمة البلدان الأكثر استهلاكا للشاي بعد المملكة المتحدة. (موسوعة ويكيبيديا) 

تقول كتب التاريخ أن دخول الشاي إلى المغرب كان في عهد السلطان العلوي المولى إسماعيل، حين تلقى أكياساً من السكر والشاي ضمن ما تلقاه من هدايا المبعوثين الأوروبيين لدولته. كان خياراً ذكياً من قبلهم، أرادوا من لذة الشاي وفجأة طعمه أن تمهد لإطلاق سراح الأسرى الأوروبيين. 
وقد استنبط الاسم المحلي للشاي في المغرب "أتاي" من"الإفرنجية" كما اسم الشاي قادم من كلمة "شا" الهندية. وهكذا بدأت قصة المغاربة النخبويين مع "المشروب الساحر" ليتحول مع توالي السنين إلى "المشروب الوطني للمغاربة". 

للشاي عند المغاربة طقوس خاصة وأوقات معينة يتم إعداده فيها ، ورغم أن الشاي ليس غاية في حد ذاته ، إلا انه يستحيل عند المغاربة أن يعقد مجلس أو يحيى سمر دون إعداد الشاي " أتاي " وحول صينية الشاي يتم تداول الأخبار ومناقشة أمور الحياة عامة .

يتميز الشاي المغربي المعد بشكل جيد برائحته العطرة للأعشاب الطبية و العطرية الداخلة في تحضيره: النعناع أو السالمية، العطرشة، الصوفي، العبدي والشيبة... وغيرها من الأعشاب التي يضيفها المغاربة إلى "حبوب أتاي" كخصوصية محلية دوائية ومشتهاة. في النعناع وحده تجد خمسين نوعًا وبين مدينة وأخرى وقرية في المغرب، تتوسع خلطات أتاي التي يعترف الجميع بجانبها الصحي.

الصينية التي يقدم فيها إبريق وكؤوس الشاي كانت في القديم إما من فضة أو نحاس، بحسب الإمكانيات المادية لأهل الدار. تزينها نقوش تحفرها أيدي الصناع المغاربة الرشيقة بمهارة مميزة، تحفظ كما في باقي أنواع الحرف التقليدية التنوع الثقافي المغربي ما بين
العربي والأندلسي والأمازيغي والصحراوي... لكن مع تطور إنتاج الأواني صناعياً، وتطور المعيش اليومي للمغاربة، قل الاستعمال اليومي لصينية الفضة أو النحاس. العناية بها تتطلب جهداً مقابل يسر التعامل مع صينية البلاستيك أو الألومنيوم.

من جهة ثانية فإن تحضير الشاي أمام أعين الجمع، كان دائماً في عرف المغاربة، في القرية أو في المدينة، أكبر مكانة وأكثر قيمة من إعداده في المطبخ ثم إحضاره إلى الجلسة. على من يعد "أتاي" أن يكون نظيف اليدين، كما هو متطهر النية وكبير القدر في المجلس، وعلى هذا الأساس يختار ويفترض أن يكون شايه جيدا.

على الساقي أن يأخذ وقته كاملاً في إعداد أتاي، الأصالة والجودة واللذة تتطلب ذلك. توضع حبوب الشاي في البراد بالقدر المناسب لحجمه، ثم تغسل لمرتين متتاليتين بقدر يسير من الماء المغلي، وهو ما يسمى في اللهجة المغربية بـ"التشليلة" ويتخلص منها، ثم يملأ البراد بالماء المغلي ويضاف إليه السكر حسب المطلوب، قبل أن يوضع على نار هادئة. عندما يقترب المزيج من الفوران، يضاف إلى البراد النعناع أو الشيبة أو غيرهما حسب المختار من الأعشاب، ثم ينتظر أن يغلي ويفور وهو ما يسمى بـ"التشحيرة".

نتمنى لكم جلسة شاي هنية, بالصحة و العافية


التفكير الشبابي



أ.د. عبد الكريم بكار


يتضح لنا يوماً بعد يوم أن معظم المشكلات التي يعاني منها الناس، لا يعود إلى ما هو موجود في الواقع، ولا إلى ضعف الإمكانات والمعطيات المادية، وإنما يعود إلى قصور في الذهنية، وإلى خلل في رؤية الأشياء، وإلى خلل في آلية التفكير وعتاد العقل. ولو أننا تأملنا في طريقة تفكير الشباب لوجدنا أن لها طابعاً خاصاً يميزها عن طريقة تفكير الشيوخ.

وبما أن التعميم في كل شيء يشكل خطأ في الحكم، فإنه يمكن القول: إن هناك من الكهول والشيوخ من يفكر بنفس طريقة الشباب؛ لأنه يملك روح الشباب وحيويته وتوقّد ذهنيّته. وهناك أيضاً من الشباب من لا يفكر كما يفكر الشاب الذكيّ، وذلك ليس لأنه يفكر بلون آخر من منهجية التفكير، وإنما لأنه لا يفكر أبداً! فما معالم تفكير الشباب؟ وما وجه المفارقة بينه وبين تفكير الشيوخ؟


1- تتعاظم الخبرة لدى الكبار في السن، وتنضج التجربة والرؤى، وتكتمل القناعات. ولهذا -ولا شك- ميزته الكبرى، بل هو إحدى الثمار اليانعة للمعاناة الطويلة والأخطاء المتكررة، لكن لهذا أيضاً مشكلاته وعقابيله العديدة، والتي منها كثرة الحديث عن الماضي، والإغراق في تحليله وبيان أزماته وممانعاته. بمعنى آخر يجد الكبير في السن نفسه وكأنه صار مكبلاً مرتبكاً بأثقال التجربة الكبيرة التي خاضها.


إن الخيال ينقل الوعي من بؤرة الخبرة ويجعله على حوافها؛ ليكون متصلاً بالمظنون والمجهول والمتوهم والمحتمل. وحين تكون الخبرة عريضة وعميقة، فإن مغادرة الخيال لحدودها تصبح أمراً شاقاً. وهذا يجعل المرء يبدو وكأنه يدور حول نفسه.
أما الشباب، فإن لديهم القليل والقليل جداً مما يمكن أن يتحدثوا عنه، ولهذا ميزاته وسلبياته. حين يفكر المرء من غير خبرة يتكئ عليها فإنه يكون مهدداً بالتهور وبالبعد عن الحدود التي يرسمها الواقع، وخطورة مثل هذا التفكير تتمثل في اتخاذ قرارات غير عملية، والتطلع إلى الحصول على أشياء لا يمكن الحصول عليها، مما يجعل الشاب يتعرض في النهاية إلى موجات من اليأس والإحباط، لكن التفكير الإبداعي يتطلب من المرء أن يكون مستعداً لرؤية الأشياء خارج الأنماط المألوفة، وبعيداً عن الارتباطات السببية المعهودة والمعمول بها، ومن هنا فإن معظم المبدعين هم من الشباب، ومن يكبرهم قليلاً.


إن السذاجة كثيراً ما تكون عبارة عن محرّض لبذل أعظم الجهود وتحمّل أكبر المشاق، وهذا ما نجده لدى الشباب ونجده أيضاً لدى الكتاب، إننا -معشر الكتاب- نتمتع بسذاجة كسذاجة الأطفال؛ إذ نعتقد أن ما نكتبه يؤثر تأثيراً بالغاً في حركة المجتمع، ومع أن هذا قد لا يكون صحيحاً في كثير من الأحيان، وهو مبالغ فيه في معظم الأوقات إلا أنه يشكل الوقود الحيوي للاستمرار في الكتابة بوصفها عملاً عظيم التكاليف وقليل الجدوى.


2- يحلم الشباب بالأحلام العريضة الطويلة، ويمدون أبصارهم نحو الآفاق البعيدة؛ لأن اعتقادهم بطول المدة المتاحة لهم في هذه الحياة، يحملهم على التفكير والاستثمار في قضايا ومشروعات بعيدة الأمد وذات بعد إستراتيجي، وهذه ميزة كبرى على صعيد تطوير الأمم والشعوب؛ وعلى صعيد تأمين مساقات للعمل والعطاء على صعيد الأفراد، أما الشيوخ فإن إحساسهم بدنو الأجل ونفاد الطاقة يجعلهم يفكرون فيما يمكن أن يحدث على المدى القصير، كما يدفعهم في اتجاه التقليل من الحديث عن التغيير والتطوير، مع أن الله تعالى قد ينسأ في الأجل، ويمدّ في الطاقة، مما يمكّن المرء من القيام بالكثير من الأشياء العظيمة.

وإنه لدرس بليغ ذلك الذي نستخلصه من قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا قامت الساعة على أحدكم وفي يده فسيلة فليغرسها". إن علينا أن نفكر في المستقبل البعيد، وأن نؤسس الأعمال الجيدة والمطلوبة بقطع النظر عما إذا كنا نحن سنقطف ثمارها، أو كان من يفعل ذلك من الأبناء والأحفاد.


3- يتسم تفكير كثير من كبار السن بالتشاؤم، ويتّشح بالسواد، ولا ندري تماماً لماذا يكون ذلك؟ هل هو بسبب تراجع القوى والشعور بالضعف والشعور بالخوف من الموت وما بعده؟ أو أن ذلك يكون بسبب التربية والبيئة اليائسة والمحبطة حيث بلغ التشبع بمعطياتها أقصى مداه؟
أما الشباب فله شأن مختلف حيث الآمال الغضة والنفوس المتطلعة إلى الأفق البعيد، وحيث الترقب للأشياء السارة والمدهشة، تفكير الشباب تفكير يتسم بسمتين مهمين هما التفاؤل والمرح.


ضعف الخبرة بظروف الحياة وقيودها يساعد الشباب على التفاؤل ويدفعهم دفعاً في انتظار مباهج الحياة ومسراتها. والمرح شيء طبيعي في النفس البشرية حين تسلم من الشعور بوطأة التكاليف وثقل الأعباء، وهذا موجود لدى الشباب؛ إذ تكون مسؤولية إعالتهم على أهلهم، وأعتقد أن في إمكان الشيوخ أن يستفيدوا من الشباب، ويتعلموا منهم هذه الميزة، وذلك بشيء من إدارة الإدراك ومحاولة رؤية الأشياء بطريقة جديدة.


4-الشباب أكثر مواكبة للجديد وأقدر على التلاؤم معه، وهذا يجعلهم يعتقدون أن هناك معطيات جديدة في كل مجال من المجالات، ووجودها طبيعي ومألوف، والاستجابة لها لا تحتاج إلى تفريغ الذهن من معطيات قديمة ومتقادمة؛ إذ لا قديم يذكر لدى الشباب ولهذا فإن الشباب يعملون وفق قاعدة (الجديد صحيح حتى يثبت خطؤه) أما الشيوخ فيعملون وفق مقولة (الجديد يُعامل بتريّث وحذر إلى أن يثبت صوابه). ومع أن أياً من الموقفين لا يكون مناسباً في بعض القضايا إلا أن الانفتاح على الجديد يظل أقرب إلى الصواب في معظم الأحيان.


5- شبابنا يرون اليوم بأم أعينهم الطفرات المتتابعة في مجال التقنية والاتصال والكماليات والمرهفات، وهذا يدعوهم إلى التفكير وفق المقولة (كم ترك السابق للاحق)، أما كبار السن فإن امتلاءهم من القديم وعدم تفتّحهم على الجديد.. يجعلهم يفكرون وفق المقولة الذائعة (ليس في الإمكان أبدع مما كان) ووفق مقولة (ما ترك الأول للآخر شيئاً)، وهذا يعبر عن التوجّس من الجديد، كما يعبر عن التعلّق بالقديم.


نحن في حاجة إلى العمل وفق معادلة صعبة، تقوم على أفضل ما لدى الشيوخ من الأناة والخبرة وعمق التجربة، كما تقوم على أفضل ما لدى الشباب من توثّب ذهنيّ وتفتح عقليّ وانطلاق روحيّ، ومن يستطيع الجمع بين هاتين الفضيلتين فإنه يستحق بجدارة لقب (شيخ الشباب).

المصدر: موقع الدكتور: عبد الكريم بكار